كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon

تشير المعطيات السياسية الأخيرة إلى أنّ لبنان بدأ فعليًا يدخل مرحلة جديدة من الازدواجية في القرار السياسي والأمني، حيث تتوزّع مراكز النفوذ بين مؤسسات الدولة الرسمية من جهة، وحزب الله الذي يفرض حضورًا ميدانيًا وإقليميًا متزايدًا من جهة أخرى.

مصادر سياسية مواكبة أكدت لـ JNews Lebanon أنّ “المعادلة الحالية تتجاوز مفهوم التوازن الداخلي، لتصل إلى مرحلة تقاسم غير معلن للسلطة”، حيث تعمل الحكومة في الإطار الإداري، فيما تمسك المقاومة عمليًا بملف الأمن والاستراتيجية الدفاعية.

الرسائل السياسية الأخيرة لم تكن عابرة

مصادر مطلعة كشفت لـ JNews Lebanon أنّ الرسائل السياسية الأخيرة الموجّهة إلى الرؤساء الثلاثة حملت إشارات واضحة إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد “تثبيتًا فعليًا لواقع جديد”، عنوانه: المقاومة شريك أساسي في القرار الوطني، وليس مجرد طرف داخلي.

وبحسب المصدر، فإنّ ما يجري ليس صدفة، بل نتيجة تحوّلات إقليمية تضع لبنان في قلب معادلة جديدة تربط الجنوب بالجبهات الإقليمية من اليمن إلى سوريا وغزة، ما يعني أنّ القرار الأمني اللبناني أصبح مرتبطًا مباشرةً بالميدان الإقليمي.

ازدواجية أم شراكة؟

هذا الواقع يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل الدولة اللبنانية:
هل نحن أمام مرحلة شراكة قسرية بين السلطة والمقاومة؟
أم أمام تآكل تدريجي لسلطة الدولة وتحولها إلى غطاء إداري فقط؟

محللون سياسيون يرون أنّ هذه الازدواجية قد تقود إلى تغيّر في هوية النظام اللبناني نفسه، خصوصًا إذا ازدادت الضغوط المالية والدبلوماسية على بيروت من الغرب والخليج.

حسابات الخارج ودور العواصم المؤثرة

مصادر دبلوماسية أوروبية نقلت لـ JNews Lebanon أنّ باريس وواشنطن تراقبان الوضع عن كثب، وتعتبران أنّ لبنان أصبح “نقطة اختبار” لإدارة التوازن بين الدولة والفاعلين غير الحكوميين في الشرق الأوسط.
الخشية الغربية، بحسب المصدر، هي من أن تتحوّل التجربة اللبنانية إلى نموذج يُعمّم في دول أخرى، حيث تتقاسم الحكومات الشرعية القرار مع قوى محلية مسلّحة مدعومة إقليميًا.

المخاطر المقبلة

الازدواجية السياسية لا تُدار إلى الأبد بلا ثمن. فكلما ضعفت مؤسسات الدولة، ازداد اعتماد المجتمع على مراكز نفوذ موازية.
وهذا ما بدأت ملامحه تظهر في:

  • تضارب القرارات الأمنية.
  • غياب الثقة الدولية بالحكومة.
  • شلل في العلاقات مع الدول المانحة.
  • ازدياد العزلة الدبلوماسية.
لبنان أمام مفترق مصيري؟!

لبنان اليوم ليس كما كان قبل عام. هناك نظام جديد يُبنى بصمت، تحكمه الوقائع الميدانية أكثر من النصوص الدستورية.
وإن استمرت الازدواجية السياسية، فإنّ البلاد تتّجه نحو نموذج “دولة داخل دولة” رسمية، قد يصعب تفكيكه لاحقًا.
السؤال الذي يطرحه مصدر سياسي لـ JNews Lebanon هو: هل يتحمّل لبنان كيانًا مزدوج القرار؟ أم أنّ الانفجار السياسي سيكون الوسيلة الوحيدة لإعادة توحيد الدولة؟

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version