كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon
مصادر خاصة داخل أروقة الحكم ودوائر دبلوماسية أكدت لموقع JNews Lebanon أن هناك «خارطة طريق» إقليمية تُطرح بصيغ متعددة، تهدف إلى تعديلات جوهرية في موقع لبنان — ليس فقط من زاوية الأمن أو الاقتصاد، بل بوصفه ورقة تفاوض يمكن ابتلاعها أو تفريغها بحسب مصالح أطراف إقليمية ودولية.
ماذا تقترح «الصفقة»؟ لمحة من الكواليس
حسب وثائق ومحادثات غير رسمية اطلعت عليها مصادرنا، ثمة عناصر ثابتة تتكرر في كل سيناريو مطروح:
- ترتيبات أمنية تُلزم لبنان بتعزيز دور الجيش وإعادة توزيع نقاط سيطرة في الجنوب، مع شروط دولية واضحة لوجود قوة دولية بديلة أو دعم لوجستي.
- حوافز اقتصادية مُربوطة بالتزامات: إصلاحات بنيوية، مكافحة الفساد، وضمانات لإدارة موارد الغاز والنفط تحت إشراف دولي وإقليمي.
- ضمانات سياسية تُقدَّم لحلفاء إقليميين في مقابل تنازلات حول ملف السلاح والحدود.
مصادر دبلوماسية تؤكد أن مبادرات متعددة تُطرح على الطاولة من لاعبين إقليميين ودوليين، وأنه قد تُجمع هذه المبادرات لاحقًا في صيغة «قمة إقليمية» أو تفاهم متعدد الأطراف.
لماذا أصبح لبنان «ورقة» أكثر من كونه طرفًا؟
الجواب ببساطة: الضعف الداخلي والاحتياج الخارجي. انهيار الاقتصاد، فراغ الثقة بمؤسسات الدولة، والحاجة الملحّة لدعم دولي لإعادة الإعمار جعلت من لبنان أرضًا خصبة لصفقات تُقاس فيها السيادة بالعروض الإغاثية والمالية.
مصادر JNews Lebanon توضح أن بعض العواصم تعرض حوافز مادية واضحة — دعم للبنى التحتية والقوات المسلحة — مقابل خطوات سياسية وأمنية قد تُقوّض استقلال القرار المحلي.
وتحذر مصادرنا من أنه ثمّة مخاوف جدّية من أن تتحوّل «الحماية» المقترحة إلى قيد على القرار الوطني، بحيث تُدار سياسات الأمن والحدود وفق معايير خارجية.
دور حزب الله: موضع قوة أم هدف للتصفية؟
مصادر عسكرية وسياسية تحدثت إلى JNews Lebanon تفيد بأن حزب الله ليس خصمًا يمكن تجاهله في أي تسوية؛ بل إنه طرف يملك أوراق ردع واضحة.
في موازاة ذلك، هناك محاولة من بعض الجهات الدولية لربط أي دعم بشروط تقضي بـ«حصر السلاح بيد الدولة»، ما يضع الحزب أمام خيارين صعبين: القبول بتفاهمات قد تكبّله أو التصعيد السياسي والعسكري لفرض معادلة جديدة.
تصريحات ومعلومات مسربة تشير إلى أن الحزب يرفض الدخول في مفاوضات ثنائية تُضعف من موقعه، ما يزيد من تعقيد أي صفقة محتملة ويجعل السيناريوهات مفتوحة على أسوأ الاحتمالات.
السيناريوهات المحتدِمة
من التحريات التي حصلت عليها JNews Lebanon، تبرز ثلاثة سيناريوهات تمهيدية:
- تسوية إقليمية متوازنة: تفاهمات تنظم أمن الحدود وتقترن بمساعدات اقتصادية، مع إبقاء دور للحزب بشروط محدودة. يتطلب ضغوطًا وتنازلات متبادلة.
- صفقة إضعاف تدريجي: دعم دولي كبير مقابل تنفيذ خطوات تصعيدية ضد بنى الحزب السياسية والعسكرية داخل المؤسسات. محفوف بمخاطر المواجهة الداخلية.
- فشل الصفقة وعودة التوتر: عدم التوصل لاتفاق يقود إلى مزيد من الضغط والاحتكاكات وربما مواجهات محدودة أو حروب بالوكالة على الأراضي اللبنانية.
من يكسب ومن يخسر؟
الربح الأكبر يميل للجهات الخارجية القادرة على فرض شروطها عبر الدعم المالي والدبلوماسي. داخليًا، يعتمد الربح على قدرة النخبة اللبنانية على انتزاع شروط تحفظ استقلالية القرار وحماية المؤسسات.
أما الخاسر الأكبر فسيكون المواطن اللبناني، الذي قد يجد أن «التسوية» لم تقلّص معاناته بل جعلت قراره السياسي واقعًا تحت جدولة مصالح دولية.
بنود سرية مسربة
مصادرنا أفادت أن بعض البنود التي تُناقش في الكواليس تشمل: قواعد إشراف دولي على مسارات إنفاق المساعدات، إدماج قوى محلية في آليات مراقبة دولية، وتحديد نقاط نفوذ أمنية تُدار بصورة مشتركة مع دول إقليمية لفترات زمنية محددة.
تطبيق هذه البنود سيغيّر من ديناميكية السيادة اللبنانية بشكل ملموس إن وُضعت موضع تنفيذ.
