كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon
تتسارع التطورات الأمنية والسياسية في لبنان وسط مؤشرات خطيرة على احتمال انزلاق البلاد مجدداً إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل. ومع كل غارة جوية جديدة في الجنوب، يزداد الحديث عن “حرب قريبة” قد تشعل المنطقة من جديد، في وقت يعيش فيه الداخل اللبناني أزمة سياسية واقتصادية خانقة تُضعف قدرة الدولة على احتواء أي تصعيد.
تحركات ميدانية وتوتّر على الحدود
تفيد معلومات خاصة لموقع JNews Lebanon بأنّ تحركات غير اعتيادية رُصدت خلال الساعات الماضية على طول الخط الأزرق، تزامناً مع تعزيزات إسرائيلية مكثّفة وانتشارٍ لعناصر المقاومة في القرى الحدودية.
مصادر أمنية لبنانية أكدت للموقع أنّ “الوضع الميداني حساس للغاية، وأيّ حادث محدود قد يتحوّل إلى مواجهة واسعة إذا خرج عن السيطرة”.
في المقابل، أبلغت بعثات دبلوماسية أوروبية بيروت أنّ المجتمع الدولي يراقب “بقلق كبير”، فيما تبذل الأمم المتحدة مساعي لاحتواء التوتر وتثبيت وقف إطلاق النار الذي بات هشّاً.
مصالح متضاربة وحسابات دقيقة
يرى محللون أن إسرائيل تسعى إلى فرض “قواعد اشتباك جديدة” تقلّص قدرات الفصائل المسلحة في الجنوب، وتعيد رسم ميزان الردع بعد تصاعد نفوذها في السنوات الأخيرة.
في المقابل، يعتبر حزب الله أنّ أي تراجع ميداني أو سياسي يعني خسارة موقعه الاستراتيجي، ما يدفعه إلى إبقاء الجاهزية الميدانية مرتفعة.
أما الدولة اللبنانية، فتقف عاجزة بين ضغطين: داخلي يطالبها ببسط سيادتها، وخارجي يحذّرها من تفلّت أمني يهدّد الاستقرار الهشّ.
البُعد الإقليمي للنزاع
وفقاً لمصادر ديبلوماسية تحدّثت إلى JNews Lebanon، فإنّ “أيّ مواجهة جديدة في لبنان لن تبقى ضمن حدوده، بل ستكون جزءاً من صراع أوسع بين إيران وإسرائيل”.
وتشير المعطيات إلى أنّ طهران تعتمد سياسة “الرد المحسوب” لتفادي حرب مباشرة، لكنها في الوقت نفسه تواصل دعم حلفائها ميدانياً.
في المقابل، تراقب واشنطن التطورات بحذر وتضغط على تل أبيب لتجنّب مواجهة مفتوحة قد تطيح بالهدوء النسبي في المنطقة.
سيناريوهات محتملة
بحسب تحليل JNews Lebanon، هناك ثلاثة مسارات ممكنة في الأسابيع المقبلة:
1. تصعيد محدود ومدروس — استمرار الغارات والردود المتبادلة دون توسّع، وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً حالياً.
2. مواجهة متوسّطة الشدة — عمليات برّية أو استهداف مراكز استراتيجية، ما قد يفتح باب التفاوض برعاية دولية.
3. حرب شاملة — احتمال قائم في حال حصول خطأ ميداني كبير أو عملية اغتيال تقلب المعادلة.
كلفة الحرب… ومنع الانهيار
يحذّر اقتصاديون من أنّ أي مواجهة جديدة “ستكون كارثية على لبنان”، في ظلّ الانهيار المالي المستمر وغياب أي خطط إنقاذ.
ويؤكد تقرير خاص لـ JNews Lebanon أنّ الحرب قد “تُعيد البلاد سنوات إلى الوراء، وتؤدي إلى نزوح عشرات الآلاف من الجنوبيين، وانهيار ما تبقّى من البنية التحتية والخدمات الأساسية”.
بين الردع والانفجار
يقف لبنان اليوم على مفترقٍ حاسم بين الاحتواء والانفجار. فالتوازن القائم هشّ، وأيّ خلل في الحسابات قد يشعل مواجهة لا يريدها أحد، لكنها قد تفرض نفسها على الجميع.
الرسالة الأبرز، كما يختصرها مصدر ديبلوماسي لـ JNews Lebanon، هي أنّ “الهدوء القائم اليوم ليس سلاماً، بل استراحة ما قبل العاصفة”.
