خاص موقع JNews Lebanon

تُنسج خيوط المعركة الانتخابية لنقابة المحامين في بيروت بتأنٍّ، متأثّرة بالتغييرات الطارئة على المعادلات السياسية في البلاد، ويرجّح أن يتأخّر نضوج التحالفات لا سيّما الحزبية منها، الى الساعات الأخيرة قبل العملية الانتخابية، أو أقلّه الى ما بعد الدورة الأولى.
في انتظار استكمال الصورة، تبدو لافتة شبكة العلاقات الواسعة التي حاكها عدد من المرشحين المستقلّين الذين نجحوا في تشكيل حالة عابرة للطوائف والاحزاب، والتقرّب من زملاء لهم من كافة المناطق والانتماءات.

التحالفات غير المعلنة

تجري الانتخابات النقابية حُكماً الأحد الثالث من تشرين الثاني المقبل في دورتها الثانية، وذلك بعد الدعوة إلى دورة أولى غالباً لا ينعقد لها النصاب. ويتنافس المرشّحون على ثمانية مقاعد من بينها مقعد النقيب، الذي يشغله حالياً فادي المصري، والذي تدوم ولايته سنتين يتجدد خلالها مجلس النقابة جزئيا على مرحلتين كل سنة 4 أعضاء.
ومن المرشّحين لمنصب النقيب، وجيه مسعد العضو الأكثر ترشّحا للمنصب، عماد مرتينوس الذي تؤيد ترشيحه “القوات”، وايلي بازرلي الذي رشّحه “الكتائب” اضافة الى ترشيح موريس الجميّل للعضوية. وبينما يدعم “التقدّمي الاشتراكي”، مرشّحَين غير حزبيين هما سعيد نصر الدين لصندوق التقاعد ونديم حمادة للعضوية، لا يزال موقف “أمل”، و”حزب الله”، من منصب النقيب ضبابيّاً. ويمتعض محامو “أمل” من ميل الحركة إلى تأييد أمينة سر لجنة التقاعد سعاد شعيب، السنّية، بدلا من مرشّح شيعي للعضوية، وسط ابتعاد الحركة لأكثر من عشرين سنة عن مجلس النقابة، وتحفّظ “حزب الله” من تأييد شعيب في ظلّ عجزه المستمرّ عن التأثير المباشر في انتخابات محامي بيروت.
في المقابل، لم يسجّل “المستقبل” موقفا واضحا من مرشّحي منصب النقيب، مبقياً على مرشّحه التقليدي للعضوية توفيق النويري.
أما “التيّار الوطني الحرّ”، فيبدو أقلّ تأثيراً على توجّهات المعركة من بقية الأحزاب المسيحيّة، بينما يميل الى تأييد بازرلي في حال أقنع “الكتائب”، بتبنّي مرشحه إلى العضوية وسيم بو طايع، آملاً في قطع الطريق على مرشّح خصمه التقليدي “القوات” مرتينوس.

معركة “هادئة” للعضوية

وسط ضبابية مواقف الأحزاب وارتباك بعضها، تتصاعد ظاهرة المحامين المستقلّين الذين يبدو تأثيرهم واضحاً على المعركة، بعد نسجهم خيوطاً متينة في اتجاه الناخبين من انتماءات متنوعة، فضلاً عن نيل بعضهم رضىً حزبيّاً، مثل مروان جبر الذي يحظى بتأييد “القوات”، بينما يتمتع هادي فرنسيس بثقة شريحة واسعة من المحامين، بعد تجربته الناجحة كممثل لنقابة المحامين في قصر عدل الجديدة، حيث أدخل المكننة للمرّة الأولى في تاريخ النقابة الى المحكمة، وتشير المعطيات إلى توجّه أكثر من حزب لدعم ترشيحه مما يزيد من فرص نجاحه.

هل يفوز مرتينوس فتكون “القوات” قد أوصلت نقيباً للمحامين للمرّة الأولى؟ أم أنّ “الكتائب”، يعتلي المنصب للمرة الثانية على التوالي؟ أم تحمل العملية الانتخابية مفاجأة بفوز وجيه مسعد النقابي العتيق؟ وهل تحسم الأحزاب “الإسلامية” خياراتها، فترجّح فوز مرشّح على آخر لمركز النقيب، أم يكون التشتّت سيّد مواقفها؟ يبقى الجواب مؤجلاً إلى 16 تشرين الثاني المقبل.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version