كتبت لارا يزبك في المركزية:
أوضح رئيس الحكومة نواف سلام في حديث مع نقابة الصحافة مطلع الاسبوع “اننا رحبنا بخطة الجيش لتنفيذ حصر السلاح، وهذا الترحيب هو موافقة إيجابية. بعض تفاصيل الخطة تسرّبت، ومنها المهل، إذ حددت ثلاثة أشهر لإنهاء حصر السلاح جنوب الليطاني مثلا، إضافة إلى احتواء السلاح في نفس هذه المهلة عبر منع نقله من مكان إلى آخر أو استخدامه. وستقوم قيادة الجيش برفع تقارير شهرية إلى مجلس الوزراء حول التنفيذ”.
أزال سلام اذا كل لبس في ما يقصده مجلس الوزراء بكلمة “الترحيب” وأكد أنها تعني إطلاق يد الجيش لتنفيذ خطته، بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية مطلعة لـ”المركزية”، وإلا فلماذا سيعود الجيش الى الحكومة كل شهر لاطلاعها على تقدّمه على الارض؟!
وتكشف المصادر ان الخطة جارية على قدم وساق جنوبي الليطاني وانها ايضا “سلكت” لناحية منع حركة السلاح غير الشرعي على الاراضي اللبنانية بحيث باتت ممنوعة، كما تم تجميد بطاقات امتياز عناصر حزب الله والتي تعرف ببطاقات تسهيل المرور، وتدريجيا ستتقدم الخطة من جنوبي الليطاني نحو شماله وصولا الى العاصمة والبقاع.
وفي دليل اضافي على ان الخطة تتقدم، تعود المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت نهاية الاسبوع لإجراء لقاءات عسكرية امنية حصرا، تتابع فيها جديد خطوات الجيش وحاجاته لتسهيل مهمته، علما ان الدبلوماسية الأميركية حطت في لبنان غداة جلسة اقرار الخطة في ٥ ايلول. وعودتها في هذه المهلة الزمنية القصيرة انما تؤكد ان ثمة جديدا على الارض او في مطالب الجيش لتسريع التنفيذ، تريد ان تطلع عليه اورتاغوس.
لكن في مقابل هذه المعطيات، لا يزال حزب الله يؤكد انه لن يسلم السلاح، وانه في افضل الاحوال، بعد التحرير واطلاق الاسرى واعادة الاعمار، قد يبحث في استراتيجية دفاعية يكون سلاح الحزب جزءا منها، في موقف يشجع إسرائيل على المضي قدما في غاراتها وقد رأينا أخطر نسخها وأوسعها، جنوبا، عصر أمس.
غير ان كلام الحزب المتصلب، وضربات الاسرائيليين التي يريدون من خلالها تصويرَ الجيش والدولة اللبنانيين مقصرَين، لا يعنيان لا ان المؤسسة العسكرية في مربع الانتظار، ولا أنها “تتباطأ”.
فالجيش عمليا، يجمع سلاح الحزب خاصة جنوبي الليطاني، كما ويمنعه من نقل السلاح. فلماذا يصر الحزب على رفض التعاون معه؟ ولماذا يتشدد في مواقفه؟
على الارجح، حساباته شعبية، اذ يشعر باحراج في ابلاغ ناسه وبيئته وجرحاه وذوي شهدائه انه يسلم السلاح. ثانيا، لان عدم تجاوبه، يعقّد على المؤسسة العسكرية مهمتها، ويجعلها تخسر شهداء في بعض الاحيان، ويجعل العملية أصعب وأطول زمنيا.
فمتى يخرج الحزب من هذه الزاوية الضيقة، التي لا تغيّر شيئا لا على الارض ولا في تنفيذ حصر السلاح، فيسرّع مسار وضع لبنان على قطار التعافي ومسار الاعمار الذي أكثر من يحتاجونه اليوم، اللبنانيون الشيعة؟